مجموعة النبراس الثقافية

عدد الزيارات : 2140من أحكام خصوم الزهراء (ع) / محاضرة : السيد طعمة الجابري


من أحكام خصوم الزهراء عليها السلام

بقلم : بعض طلبته

من إفادات سماحة الأستاذ السيد طعمة الجابري لطلبته بعد إكمال الدرس في يوم الأربعاء بمناسبة ذكرى إستشهاد البضعة المظلومة عليها السلام 1435 هـ  :

أشار سماحة السيد أنّا لا نريد أن نفتري على أحد ، ولا نريد أن نبخس الناس أشيائهم ، وما نذكره إنما هو من كلامهم واعترافات ألسنهم , وإليكم خلاصة ما أفاده سماحة السيد في محاضرته القيمة مع بعض الإضافات إذ وجه سماحته الطلبة لتتميم المطلب وتخريج النصوص  :

 

من هم خصوم الزهراء (ع) و ما الدليل على ذلك ؟

خصومها هم أصحاب أبيها (ص) الذين اعتدوا عليها وغصبوها حقها فماتت وهي غاضبة عليهم ، يقول ابن أبي الحديد في شرح النهج 6 \ 50 : ( الصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر ، وأنها أوصت ألا يُصليا عليها ، وذلك عند أصحابنا من الأمور المغفورة لهما ، وكان الأولى بهما إكرامها واحترام منزلها ) ، وفي صحيح البخاري 5 \ 52 : ( فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ) .

وجدت : أي غضبت (يُنظر لسان العرب 15 \ 157)

وقد علموا بفداحة فعلهم فندموا عليه ولات حين مندم ، ويشهد لذلك ما رواه الذهبي في ميزان الاعتدال  3 \ 108 - 109  : عن عبد الرحمن بن عوف لما عاد أبا بكر في مرض موته  قاله له : ( ما أرى بك بأسا والحمد لله ، فلا تأس على الدنيا ، فو الله إن علمناك إلا كنت صالحا مصلحا . فقال : إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث وددت أنى لم أفعلهن : وددت أنى لم أكشف بيت فاطمة وتركته ، وإن أغلق على الحرب ... ) .

يقول ابن أبي الحديد في شرحه 20 \ 24 : ( فندم والندم لا يكون إلا عن ذنب ) .

 

من أحكام خصوم الزهراء (عليها السلام) :

وإليكم أهم أحكامهم مستدلين عليها بالكتاب والسنة :

(1) لا يجوز في شرع الله توليهم ، ولا تجوز ولايتهم :

قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ)) الممتحنة 13

يقول الحاكم النيسابوري في المستدرك 3 \ 154 : ( قال رسول الله (ص) لفاطمة : ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك . هذا حديث صحيح الاسناد ) .

وروي هذا الحديث في مصادر شتى منها : اُُسد الغابة 5 \ 522 ، كنز العمال 6 \ 219 وغيرها . وفي رواية (إن الرب يغضب ...) .

إذن من غضبت عليه فاطمة (ع) فالله يغضب عليه ، ومن يغضب عليه الله لا يجوز توليه ، وفاطمة (ع) كما ذكرنا سابقاً ماتت وهي واجدة وغاضبة على خصومها .

 

(2) مطرودون من رحمة الله في الدنيا والآخرة ، وهذا غاية الطرد ، فهو طرد في الدارين :

قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا )) الأحزاب 57 .

وقد روى مسلم في صحيحه 7 \ 141 : ( عن المسور بن مخرمة قال : قال رسول الله (ص) : إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ) . وكذا في صحيح الترمذي 2 \ 19  ، مسند أحمد 4 \ 5 ، 328  ، صحيح البخاري 6 \ 158 .

وقد آذى القوم فاطمة جسدياً ونفسياً ، وأي أذى أكثر من :

•       إسقاط الجنين بالرفس كما يروي ذلك الذهبي في ميزان الإعتدال 1 \ 139 ، وعبر عنه الصفدي في الوافي بالوفيات  5 \ 347 بضرب البطن ، حيث يقول : ( إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن ) .

•       عصرها بالباب كما في إثبات الوصية للمسعودي 143 .

•       والوكز ، واللطم ، وغصب فدك ، والخلافة ، وإجبار أمير المؤمنين على البيعة ، ومنعها من البكاء على أبيها . . . وغيرها من الظلامات التي وردت في كتبهم

وهناك كثير من الأحكام لم يتسع الوقت لذكرها فنصح الأستاذ الطلبة بالبحث وأكتفي بحكم واحد ، وكفى به وبما قبله في سلب شرعيتهم وإثبات سخط الله عليهم  :

(3) مهدوري الدم :

ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 14 \ 192 أن النبي (ص) أهدر دم هبار بن الأسود لأنه قام بعد معركة بدر بترويع ابنته زينب بالرمح وهي في الهودج وكانت حاملاًً فأسقطت جنينها ، وقد قرأ ابن أبي الحديد هذا الخبر على شيخه  فقال : إذا كان رسول الله (ص) أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال إنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها .

ولكن مع ذلك نجد أمير المؤمنين عليه السلام لم يتعرض لهم بسوء وكان منقذهم من الضلالة والجهالة يلتجؤون إليه في الملمات ، حتى قال قائلهم : (لولا علي لهلك عمر) .

أكتفي بهذا القدر فالحديث يطول والمقام لا يتسع . رزقنا الله شفاعتها ووفقنا لطاعتها والاقتداء بهدي أبيها (ص) كي لا نكون ممن تخاصمهم بأبي هي وأمي يوم القيامة . 

كما وأدعو في الختام إلى ما نصحنا به الأستاذ دام نفعه من التدبر في سيرتهم عليهم السلام وانتقاء ما ننقل ونتحدث به على أسس علمية بعيداًً عن التعصب والضوضاء ، فنحن أبناء الدليل أينما مال نميل ، وبحمد الله فالكتب مليئة بالأدلة القاطعة على صدق معتقداتنا ، وما علينا إلا أن نقرأ التأريخ قراءة موضوعية .

 
  12 / ذو القعدة / 1445  |  2024 / 05 / 20        الزيارات : 4540160        صلاة الصبح |        صلاة الظهر والعصر |        صلاة المغرب والعشاء |