الولاية : الامتيازات .. المسؤولية .. الضريبة
بقلم : بعض طلبته
بعد إنتهاء الدرس في أيام ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في شهر رجب 1436 هـ تحدث لنا الأستاذ كما هي العادة في كل مناسبة عن موضوع ذي أهمية بالغة يحدد من خلاله بعض معالم الولاية لأهل البيت الأطهار عليهم السلام ، ليعرف كل موالٍ ماهي مسؤوليته تجاه من يواليهم ، وماهي الامتيازات التي سيحصل عليها نتيجة لولائه ، وأي ضريبة سيدفعها ، وإليكم أهم ما ورد في المحاضرة مع تصرف وبعض الإضافات اليسيرة :
الامتيازات
• حصن من عذاب النار
* عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) قال لي جبرئيل قال الله تعالى : ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي .
شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي 1 / 170
* عن علي بن موسى الرضا ، عن موسى ابن جعفر ، عن جعفر بن محمد ، عن محمد بن علي ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، عن النبي (ص) ، عن جبرئيل عن ميكائيل ، عن إسرافيل ، عن اللوح ، عن القلم ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : ولاية علي بن أبي طالب حصني ، فمن دخل حصني أمن ناري .
الامالي : الصدوق / 306
• الولاية لعلي أحب من الولادة منه
* عن الصادق عليه السلام : ولايتي لعلي بن أبي طالب عليه السلام أحب إلى من ولادتي منه ، لأن ولايتي لعلي بن أبي طالب فرض ، وولادتي منه فضل .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين ( ع ) ابن شاذان : 103
* عن الصادق عليه السلام : ولايتي لآبائي أحب إلي من نسبي ، ولايتي لهم تنفعني من غير نسب ، ونسبي لا ينفعني بغير ولاية .
مشكاة الانوار الطبرسي : 575
• أنت في الجنة فأسأله أن لا يخرجك منها
* عبد الحميد بن سعيد قال : سمعني أبو عبد الله عليه السلام وأنا أقول : أسأل الله الجنة . فقال لي : يا أبا محمد أنت والله في الجنة ، فاسأل الله أن لا يخرجك منها . قلت : وكيف ذلك جعلت فداك. فقال : من كان في ولايتنا فهو في الجنة .
شرح الاخبار ، القاضي النعمان المغربي : 3 / 494
ثم أشار الأستاذ إلى أن ذلك ليس بالأمر اليسير بل يحتاج إلى إجتهاد في العمل ، فعن الامام الصادق (ع) : (لا تدعوا العمل الصالح والاجتهاد في العبادة اتكالا على حب آل محمد عليهم السلام ، لا تدعوا حب آل محمد عليهم السلام والتسليم لأمرهم اتكالا على العبادة فإنه لا يقبل أحدهما دون الاخر ) .
بحار الانوار 75 / 347
• لماذا غضب الإمام الصادق عليه السلام ؟
* روي أن يونس بن يعقوب قال لأبي عبد الله الصادق عليه السلام : لولائي لكم وما عرفني الله من حقكم أحب إلي من الدنيا بحذافيرها . قال يونس : فتبينتالغضب فيه . ثم قال عليه السلام : يا يونس قستنا بغير قياس ما الدنيا وما فيها هل هي إلا سد فورة ، أو ستر عورة وأنت لك بمحبتنا الحياة الدائمة .
تحف العقول : 380
• جيران النبي صلى الله عليه وآله
* عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي عليه السلام : أنت أول داخل الجنة من أمتي ، وأن شيعتك على منابر من نور مسرورون مبيضة وجوههم حولي ، أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني .
مجمع الزوايد : تحف العقول : 9 / 131
• طـيـب الـولادة
* عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسمائهم وأسماء أمهاتم إلا هذا ( يعني عليا ) وشيعته فإنهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم لصحة ولادتهم .
مروج الذهب : 2 / 51
* عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : من أصبح يجد برد حبنا على قلبه ، فليحمد الله على بادئ النعم . قيل : وما بادئ النعم ؟ فقال : طيب المولد .
الامالي : الصدوق : 562
* عن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من وجد منكم برد حبنا على قلبه فليحمد الله على أولى النعم ، قلت : وما أولـــــى الــنــعـــــم ؟ قال عليه السلام : طيب الولادة .
المحاسن ، البرقي : 1/ 139
* عن المفضل سمعت الصادق عليه السلام يقول لأصحابه : من وجد برد حبنا على قلبه ، فليكثر الدعاء لامه ، فإنها لم تخن أباه .
الامالي : الصدوق : 708
* قال ابن المدلل :
ولقد رويـنـا في حـديــث مـسـنـد عـما رواه حــــذيــــفــة بــن يـمان
اني سألت المرتضى لم لم يـكـن عقد الولاء يـصـيـب كــل جنان
فأجـابـنـي بإجـابـة طابـــت لـهـا نفسي وأطربني لها استـحساني
الله فــضـلـنــي ومـيــز شــيــعـتي من نسل أرجـاس البـعـول زواني
ورواية أخـرى إذا حـشـر الورى يــــوم الـمـعاد رويـن عن سـلمـان
للناصـبــين يقال يا بــن فــلانة ويــقــــال للــشـيــعـي يا بـن فلان
كـتـمـوا أبا هذا الخبـيـث ولادة ولطـيــب ذا يـدعــى بلا كـتـمان
مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 3 / 12
•أمير المؤمنين من وجهة نظر عائشة
* روي أن الامام محمد الباقر عليه السلام سأل جابر بن عبد الله الأنصاري لما دخل عليه : عن عائشة وما جرى بينها وبين علي عليه السلام ، فقال له جابر : دخلت عليها يوما وقلت لها : ما تقولين في علي ابن أبي طالب ، فأطرقت رأسها ثم رفعته وقالت :
إذا ما التبر حُـــك على مـحــك تـبـين غشه من غـيـر شك
وفينا الغش والذهب المصفـى عـلي بـيـنـنـا شبـه المحـك
نور الابصار : الشبلنجي
المسؤولية
• الحسن منك أحسن والقبيح أقبح
* خرج العطاء في أيام المنصور وأقام الشقراني - من ولد شقران مولى رسول الله ص - ببابه أياما لا يصل إليه عطاؤه ، فخرج جعفر بن محمد (ع) من عند المنصور ، فقام الشقراني إليه فذكر له حاجته ، فرحب به ، ثم دخل ثانيا إلى المنصور ، وخرج وعطاء الشقراني في كمه فصبه في كمه ثم قال عليه السلام : ( يا شقران إن الحسن من كل أحد حسن ، وإنه منك أحسن لمكانك منا ، وإن القبيح من كل أحد قبيح ، وهو منك أقبح لمكانك منا ) .
شرح نهج البلاغة ، ابن ابي الحديد : 12 / 205
• كونوا لنا زيناً
* عن سليمان بن مهران قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وعنده نفر من الشيعة وهو يقول : ( معاشر الشيعة ، كونوا لنا زينا ، ولا تكونوا لنا شينا ، قولوا للناس حسنا ، واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول ، وقبيح القول ) .
الامالي : الشيخ الطوسي : 440
• لا تقل أنا من شيعتكم
* عن الإمام الحسن عليه السلام في جواب رجل قال له : إني من شيعتكم : يا عبد الله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعا فقد صدقت ، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها ، لا تقل : أنا من شيعتكم ، ولكن قل : أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم ، وأنت في خير وإلى خير .
الـضـريـبـة
• إستعدوا للبلاء
* قال رجل للإمام الصادق عليه السلام : والله إني لأحبكم أهل البيت قال : فاتخذ للبلاء جلبابا ، فو الله إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي وبنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم .
أمالي الطوسي : 95
• البلاء على قدر التدين
* عن الإمام الباقر عليه السلام : إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه ( أو قال : على حسب دينه ) .
الكافي : 2 / 253 / 9
• البلاء دليل الإيمان
* عن الإمام الصادق عليه السلام : البلاء زين المؤمن ، وكرامة لمن عقل ، لأن في مباشرته والصبر عليه والثبات عنده تصحيح نسبة الإيمان .
مسكن الفؤاد : 58
فعلى المؤمنين أعزهم الله أن يحرصوا على التحلي بالصبر مهما كانت الظروف ، ولا يتركوا لليأس مجالاً لإختراق قلوبهم التي طهرها الله بالولاية ، وأن يسعوا للرقي لأعلى درجات الكمال من خلال إلتزامهم بمحامد الصفات والعمل بما عليهم من مسؤولية تجاه مذهبهم ، فما حباهم الله تعالى به من الإمتيازات يجب أن لا يقابل بالتكاسل عن أداء الحق والعمل بالمسؤولية الشرعية والأخلاقية ، لتكتمل الولاية بإكتساب الإمتيازات والعمل بالمسؤولية ، والصبر عند دفع الضريبة .