مجموعة النبراس الثقافية

عدد الزيارات : 565لا حاجة للفقهاء مع وجود الروايات / بقلم : فخور بالدين


يتوهم البعض أن وجود الروايات يغنينا عن الرجوع للفقهاء ، ولكي نوضح له اللبس الحاصل نقول : إن وافقت أن وجود الأدوية يغنينا عن الرجوع للأطباء ، وأن وجود الخشب والمطرقة يغنينا عن الرجوع للنجار ، فإننا سنوافق على رأييك .

إن الروايات الشريفة تمثل مصدراً من مصادر التشريع ، ففي عصر غياب المعصوم نحتاج لمعرفة كثير من الأحكام الشرعية ومنها :

(المسائل المستحدثة في زماننا) والتي لم تكن في زمان المعصوم عليه السلام ، فمعرفة حكمها يتوقف على عملية بحث وتدقيق ونظر في مصادر التشريع التي منها الروايات المباركة ، واستعمال الأدوات الخاصة بعلم الفقه وما يرتبط به من علوم ، وهذه الأدوات لا يتقن استخدامها غير الفقيه ، فلكل علم أدواته الخاصه ، وطريقة استخدامها لا يعلمها الا ذوي الاختصاص ، والا فهي دعوة لأن يفتتح كل منا عيادة طبية خاصة به يصف الدواء فلا حاجة لصاحب الاختصاص مع توفر أدواته ؟!!!!!

وأخيراً أختم بشاهد يبين حجم الجهد الذي يبذله الفقهاء في الحصول على النتيجة الفقهية ، وعليه فقس ما سواه : يُذكر أن بعض الأعلام في الحوزة العلمية استغرق بحثه الذي يلقيه (البحث الخارج) في مسألة طولها (سطر ونصف) مدة ثلاثة أشهر ؟!!

والسبب في إستغراق هذا الوقت : أن الوصول للنتيجة الفقهية يحتاج الى الاستعانة بعدة علوم ، وتقديم عدة مقدمات ، ومناقشة الأقوال الأخرى في المسألة ، وغيرها من القضايا التخصصية التي لا يسع المقام لذكرها .

وعليه لابد لنا من إحترام جميع التخصصات وتقدير جهود أربابها ، فلا نضع أنفسنا موضعهم فنفتي من غير علم ، أو نصف الدواء من غير فهم .

 
  12 / ذو القعدة / 1445  |  2024 / 05 / 20        الزيارات : 4540453        صلاة الصبح |        صلاة الظهر والعصر |        صلاة المغرب والعشاء |