قد يشعر الإنسان أحياناً بالضيق نتيجة (القوانين الدولية) المفروضة عليه ، فهو لا يستطيع السفر إلا بإجازة من دولته والدولة الأخرى ، ولا يستطيع أن يقطع إشارة المرور لأنه سيغرم على ذلك ، وغيرها من القوانين الأخرى التي تقيد حريته .
وبلحظة تأمل يتسائل : (ماذا لو ألغيت تلك القوانين ؟) لنعيش بحرية ، ونتخلص من (إفعل) و(لا تفعل) .
إلا أنه يفزع مجيباً (لا) !؟!!
لأنه سيستشعر الفوضى التي ستحدث في المجتمع .
ستتوقف الحياة عند لحظة (اللاقانون) .
إذ سوف تتعارض المصالح ، فتفسد الحياة .
ومهما كان الإنسان متحرراً ، سيفهم أن حريته مرهونة بتطبيق القانون.
والآن لنرفع كلمة (القوانين الدولية) ونبدلها ب(الأحكام الشرعية) لنجد أن الحكم الشرعي هو القانون الذي ينظم حياة الفرد والمجتمع ، ويحل الكثير من مشاكله الحياتية .
فأنا وإن لم أفهم علة الحكم ، إلا أنني عرفت أن فيه وجه حكمة يخدم مصالحي الآنية والمستقبلية .
فالمشرع الإسلامي يتصف بالحكمة في فعاله ، ولن يحكم بما ليس في صالحي .
قد لا ندرك المصلحة الآن ، ولكن سندركها عاجلاً أم آجلاً ..
فلو فرضنا أننا لم نطبق الحكم الشرعي القائل بأن السرقة محرمة ، فعلينا أن نستعد لنكون أول ضحايا السرقات التي ستنتشر في البلاد ، بينما الحكم الشرعي حصن أموالنا من السرقة .
يكفي أن أمري بيد رب رحيم حكيم ..
ويكفيني فخراً أن حياتي ينظمها لي :
الحكيم المدبر للأمور الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة ..
شكراً لك يارب ..