انطلاقاً من حث الإسلام على التعاون والتكافل ، ولما ورد عن الإمام الحسين عليه السلام من معاتبة لأهل بعض المناطق على إهمالهم لذوي الحالات والأمراض المزمنة إذ قال : (والعمي ، والبكم ، والزمنى في المدائن مهملة ، لا ترحمون ، ولا في منزلتكم تعملون) ، قررت مجموعة النبراس الثقافية أن تطلق حملة لرعاية ذوي متلازمة داون ، والذي يطلق عليهم المجتمع اسم منغولي ، وهي خلل أو متلازمة وليست مرضاً ، فهي من أكثر حالات الاضطرابات الصبغية شيوعاً ، والتي تحدث بنسبة طفل واحد لكل 691 ولادة طبيعية ، وللأسف الشديد فإنها لا تلاقي اهتماماً مجتمعياً أو أسرياً بالمستوى المطلوب ، فكانت هذه الحملة كوسيلة لتنبيه أصحاب الشأن والاختصاص وأهل الخير لأهمية هذا الموضوع الذي قل من يطرقه ، فكان عملنا كباقي الحملات التي نقوم بها ، يقتصر مبدئياً على التثقيف عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث تم طرح الموضوع عبر ثلاثة محاور :
1. التعريف بالمتلازمة ، من خلال تشخيص ما يعانيه ذويها ، وما يتميزون به ، وتفاصيل أخرى .
2. دعوة لدعمهم ، من خلال بيان ما لديهم من طاقات ، والتنبيه على أهمية أن ندعمهم أولاً بتقديرهم واحترامهم ، وتجنب الإساءة إليهم ، وجعلهم أضحوكة .
3. تحفيز الوالدين أو أي شخص من متعلقي ذوي المتلازمة ، من خلال تذكيرهم بالنقاط الإيجابية التي يمتلكوها ، وبعبارات مشجعة .
ونطمح لطباعة هذا الجهد في كراس صغير إن شاء الله ، ليصل صوت هذا الصنف المظلوم من البشر إلى من يقدر على تكفلهم والاهتمام بهم ، فكما تقول الأخت لولو من ذوي المتلازمة : أحسن الإحسان أنك توصل صوتنا .
فهم يستحقون الدعم ، لا سيما وفيهم الطموحين ، فمن ذلك خذ مثالاً :
أحمد مصاب بمتلازمة داون وعمره 18 سنة يعمل منذ 9 سنوات في مجمع تسويقي ضخم يساعد الزبائن في وضع مشترياتهم في أكياس ، وبعد سؤاله : لماذا تعمل ؟ أجاب أنه يعمل ليجمع المال لينفذ مشروع عمره وهو أن ينشئ مكتبة ضخمة لينفع المجتمع !