نظراً لأثر محاسبة النفس في التنمية الاجتماعية والبشرية ، فقد أكد الإسلام كثيراً عليها ، ومما ورد في ذلك ، ما جاء عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : لا يكون العبد مؤمناً حتى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة الشريك شريكه والسيّد عبده .
وما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم فإن عمل خيراً استزاده ، وإن عمل شراً استغفر الله .
وغيرها من الروايات التي تؤكد على أهمية المحاسبة ، مضافاً للأثر الملموس واقعياً في حياتنا ، إذ يستشعر الإنسان تطوراً ملحوظاً في حياته عند المداومة على مراقبة نفسه ، وتكريمها إذا أحسنت ، أو توبيخها إذا أساءت .
ومن هذا المنطلق أعدت مجموعة النبراس الثقافية جهداً متواضعاً يسهل للمؤمنين عملية المحاسبة ، حيث تم إعداد كراس يتضمن برنامجاً لسنة كاملة ، لكل شهر جدول خاص ، أدرجت فيه بعض النقاط المهمة في حياتنا اليومية ، مما يرتبط بالشؤون العبادية ، والاجتماعية ، والأسرية ، والصحية ، وغيرها .
وفي آخر كل شهر أضيف استبيان يختبر فيه مستوى تطور الإنسان في هذا الشهر عن باقي الشهور ، مما يحفز فيه روح المواصلة ، والتقدم .
وقد بين أمير المؤمنين عليه السلام كيفية المحاسبة فقال :
إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه وقال : يا نفس إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبداً ، والله سائلك عنه فيما أفنيته فما الذي عملت فيه ؟ أذكرت الله أم حمدتيه ؟ أقضيت حق أخ مؤمن ؟ أنفّست عنه كربته ؟ أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده ؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلّفيه ؟ أكففت عن غيبة أخ مؤمن . . . ؟ فيذكر ما كان منه ، فإن ذكر أنه جرى منه خير حمد الله عزَّ وجلَّ وكبّره على توفيقه ، وإن ذكر معصية أو تقصيراً استغفر الله عزَّ وجلَّ وعزم على ترك معاودته .