وصايا الأربعين
هذا الكتاب يتضمن وصايا وإرشادات لزوار الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين ، وإليكم الوصايا :
وصايا الأربعين
- الإخلاص في النية : وذلك يتم بعد التعرف على قيمة هذا العمل عند الله سبحانه ، فليعلم الزائر أنه يسير في طريق تحفه الملائكة , وأن الخطوة التي يخطوها لا يعدلها ملء الأرض ذهباً , وأن هذه الأيام لا تُحسب من عمره كما في رواية الإمام الرضا عليه السلام عن أبيه عن جده الصادق عليه السلام حيث قال : إن أيام زائري الحسين بن علي عليهما السلام لا تُعد من آجالهم .
- إهداء الخطوات : من المتعارف عند الزائرين إهداء خطوات لمن يحبون ، وهذا جيد إلا أن الأفضل أن نُشرك من نُحب معنا في تمام عملنا من بدايته إلى ختامه ، فإنه يحصل بذلك على ثواب تمام العمل ولا ينقص من أجرنا وثوابنا شيء ، بل على العكس فإن الله يضاعف حسناتنا بسبب برنا بإخواننا ، وليعلم الزائر أن الحسنات تكتب له منذ أول خطوة يخطوها قاصداً كربلاء ، وإن كانت هذه الخطوة داخل بيته ، وهكذا تستمر كتابة الحسنات حتى في حال عودته لأهله ، ولا يتوقف عدّاد الحسنات إلى أن يدخل بيته سالماً غانماً مغفور الذنب موفور الأجر إن شاء الله .
- الصور : الابتعاد عن حمل الصور أو الشعارات التي تدل على انتماء الزائر لجهة أو عنوان معين ، ليكون عنوان الجميع هو الحسين عليه السلام , فإن فخرنا هو انتماؤنا لسيد الشهداء عليه السلام .
- ليكن الطريق خالياً : الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها ، فعند سماع المؤذن يصدح بحي على خير العمل يجب أن تكون الحسينيات والمساجد والمخيمات قد امتلأت بالمصلين ، ولا يبقى في الشارع من يتهاون بصلاته ويؤخرها إلا لعذر مقبول ، فحرصك على أداء الصلاة في أوقاتها يرضي الإمام الحسين عليه السلام حيث أقامها في وقتها يوم العاشر من محرم ، وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام : فضل الوقت الأول على الأخير كفضل الآخرة على الدنيا .
- الضعيف : إذا كان في مجموعتنا التي نرافقها ضعيف فلابد من مراعاته فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله : الضعيف أمير الرفقة ، بمعنى أن يسير القوم بسيره حتى لا يتخلف عنهم . وعن الإمام الصادق عليه السلام : كان علي بن الحسين عليه السلام لا يسافر إلا مع رفقة لا يعرفونه ، ويشترط عليهم أن يكون من خدام الرفقة فيما يحتاجون إليه .
- الدعايات : ينبغي للزائر أن يكون واعياً حتى لا يصير أداةً لنقل وترويج الدعايات الباطلة التي يبثها المغرضون للنيل من هذه الشعيرة المباركة , فلا يصح أن نتناقل كل ما نسمعه ، فإن الباطل يموت بترك ذكره ، فعن أمير المؤمنين عليه السلام : ما رأته عيناك فهو الحق , وما سمعته أذناك فأكثره باطل .
- الإيجابية : حسن الظن بالآخرين وتسليط الضوء على الأمور الإيجابية دون السلبية ، فبدلاً من أن تقول : هذا طماع ، قل : مسكين جائع ، فقد ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله : أحسنوا ظنونكم بإخوانكم تغتنموا بها صفاء القلب ونقاء الطبع .
- النظافة : الحرص على النظافة قدر المستطاع سواءً في الطريق أم في المواكب أم في بيوت المؤمنين المفتوحة لخدمة الزائرين ، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله طيب يحب الطيب ، نظيف يحب النظافة ، وعنه صلى الله عليه وآله أيضاً : تنظّفُوا بكلِّ ما استطعْتُم ، فإنَّ الله تعالى بنى الإسلامَ على النّظافةِ ولنْ يدخلَ الجنّةَ إِلّا كُلَّ نظيفٍ .
- الهدوء : الحفاظ على الهدوء في أماكن استراحة الزائرين ، فلا يحق لنا إزعاجهم بالصوت العالي ، أو عند استعمال الهاتف النقال ، أو بالتدخين ، أو غير ذلك .
- المزاح : التقليل من المزاح قدر الإمكان واستشعار مظلومية الحسين عليه السلام وما جرى عليه في كربلاء فإن في ذلك من الأجر ما لا يعلمه إلا الله , فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : نَفَسُ المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيحٌ ، وهمّه لأمرنا عبادة .
- الطعام : لا تكثر من تناول الأطعمة الثقيلة خصوصاً الممنوع من تناولها ، وأحرص على احترام النعمة وذلك بأن يأخذ الزائر منها قدر كفايته ، حتى لا يكون هناك تبذير وهدر غير مقبول شرعاً ، فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام : من الفساد إضاعة الزاد ، وعن الإمام الصادق عليه السلام : أربعة لا يستجاب لهم : أحدهم كان له مال فأفسده فيقول : يا ربِّ ارزقني ، فيقول الله عزّ وجلّ : ألم آمرك بالاقتصاد .
- التعاون : التعاون مع القائمين على تنظيم هذه المسيرة المليونية قدر الإمكان , والإبلاغ عن أي شيء من شأنه الإخلال بأمن وسلامة الزائرين ، كما يجدر بنا إظهار أنفسنا بأليق صورة عند أخذ ما يوزع على الزائرين ، وذلك من خلال الاصطفاف في صف منظم .
- المنشورات : المحافظة على المنشورات التي توزع في الطريق ، فإن في بعضها آيات قرآنية ونحو ذلك مما تجب مراعات حرمته شرعاً ، فإن لم ترغب بحمل المنشور فإما أن لا تأخذه أصلاً ، أو أن تضعه في مكان محترم .
- العين واللسان : غض البصر عمّا حرم الله سبحانه وتعالى , فعن الإمام الصادق عليه السلام : من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء ، لم يرتد إليه بصره حتى يزوجه الله من الحور العين . وكذلك بالنسبة إلى المرأة فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله : اشتدّ غضب الله على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها ، أو غير ذي محرم منها ، فإنها إن فعلت ذلك أحبط الله كل عمل عملته . وأن يصرف الزائر وقته في ذكر الله ، وإن من أفضل الذكر الصلاة على النبي وآله .
- دورة للتخلص من الغيبة : ونحن نسير لسيد الشهداء عليه السلام علينا أن ندرب أنفسنا على ترك الغيبة ، وذلك من خلال تغيير الموضوع كلما خضنا في عيوب الآخرين ، سيما وأن الإمام الحسين عليه السلام قال لرجلٍ اغتاب عنده رجلاً : يا هذا كُفَ عن الغيبة ، فإنها أدام كلاب النار .
- الحجاب الشرعي : على الاخوات المؤمنات مراعاة الحجاب الشرعي بستر البدن وعدم لبس الملابس الضيقة ، والانتباه لعدم ظهور الشعر ، ولبس العباءة الشرعية كما كانت ترتدي مخدرات الرسالة وحرائر النبوة لا أن تمشي الزائرة بالجبة التي تكشف تفاصيل الجسد .
- الوقاية من الاحتكاك : يستحسن وضع كريم قبل البدء بالسير والاهتمام بنظافة الملابس للوقاية مما يسببه الاحتكاك أثناء المشي الطويل .
- الحذاء : يفضل أن يكون ما ترتديه أكبر من مقاس القدم بـرقمين ، لكي لا يضغط على القدم عند المشي خصوصاً عند تضخمها ، فمن يلبس قياس 43 عليه أن يلبس قياس 45 ، ويفضل أن لا يكون الحذاء جديداً ، وإن كان بمقاس القدم يفضل خلعه أثناء الاستراحة ، وبّل القدم بالماء .
- الاستراحة : من الضروري تحديد المسافات التي نقطعها ونستريح من بعدها ، فنحدد مثلاً أن الاستراحة تكون بعد تجاوز 100 عمود كهرباء ، علماً بين كل عمودين 50 متراً ، ومن المهم أن لا تكثر جلسات الاستراحة لأن ذلك يقلل من النشاط أحياناً .
- سرعة المشي : عدم إجهاد النفس بالمشي السريع أكثر من الطاقة لتتمكن من إكمال الطريق إن شاء الله تعالى ، وإن كان مشيك بطيئاً وترغب بتسريعه فأستعن بذكر الله ، أو الحديث مع رفيقك بما ينفعكم ولا يقلل من أجركم .
- لياقة بدنية : الطريق لا يحتاج للياقة بدنية بقدر ما يحتاج لقوة إرادة ، وأن تعيش أجواء الطريق الذي سلكه الأطهار مكتوفي الأيدي والسياط على ظهورهم ، وسط جو من الرعب والألم ، وعندها يهون عليك الخطب فلا تشعر بالألم .
- لا تضيع الروحانية : تخلص من كل ما يسلب منك روحانية هذا الطريق المبارك ، من المزاح الكثير ، والنظر المحرم ، والكلمات البذيئة ، وغيرها من الذنوب صغيرها وكبيرها ، وأجعل من الطريق مركزاً تدريبياً على الطاعة وقوة الإرادة ، وستجني آثار ذلك طيلة العام إن شاء الله .
- فرصة ثمينة : قد حبا الله زوار الحسين عليه السلام حبوة عظيمة من غفران الذنوب وإجابة الدعاء ، فأستثمر هذه الفرصة بالاستغفار والدعاء للمؤمنين في شتى بقاع الأرض ، ولا تنسى ولي أمرنا المنتظر عليه السلام بالدعاء بتعجيل الفرج والعافية والنصر ، وأن يوفقنا الله سبحانه لنصرته والشهادة بين يديه يوم ينادي المنادي يا لثارات الحسين ، فعنه عجل الله تعالى فرجه : أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرَجُكم .
- كي تنسى التعب : عليك بالانشغال بذكر الله ، وقراءة ما تحفظ من سور القرآن الكريم ، وأشرك من تحب بثواب ذلك ، فلا تنسى أمواتك وأموات المؤمنين من الشهداء والصالحين ، ويمكنك الإكثار من قراءة سورة الإخلاص 3 مرات ففيها ثواب ختمة كاملة ، وأكثر من الصلاة على محمد وآل محمد .
- حقيبة الزائر : إن حمل حقيبة صغيره على الظهر أخف من حمل كيس باليد ، ويحسن التخفيف من وزن الاغراض التي نحملها ، فلا داعي لاصطحاب الماء والطعام والأموال الكثيرة لتوفر أكثر الخدمات في الطريق ، أما الأدوية فيحسن اصطحاب الضروري منها لوجود مخيمات طبية في الطريق ، ومن الضروري حمل ما يثبت الشخصية كالهوية والجواز وتفقدها بعد انهاء جلسات الاستراحة .
- إلى الأربعين القادم : التزود من هذا المسيرة المباركة بحيث يعاهد الإنسان نفسه على أن تبقى أخلاقه حسينية حتى بعد انتهاء الزيارة ، بل ينبغي أن يكون كذلك إلى الأربعينية القادمة ليتزود منها معنوياً .
- العراق : الدعاء لبلدنا الجريح بأن يغيّر الله حاله إلى أحسن حال ، وأن يكفينا من أراد بنا سوءاً ، كما لا ننسى جميع المستضعفين والمظلومين في العالم من الدعاء .
- أعمدة الطريق : عدد الاعمدة بين النجف وكربلاء : 1452 عموداً ، والمسافة بين كل عمودين : 50 متر ، وبالتالي فكل 20 عمود = 1 كيلومتر .